الأربعون النسائية
باب إيجاب غض البصر
الحديث الثاني عشر
12) قَالَتْ آمَةُ الله أُمْ عَمَاربِنْت سَعِيدْ بِلال المِصْرِيَّة عَفَ الله عَنْها،أَخْبَرَنِي
إجازة كُلٌّ مِنْ الشَّيْخِ يَحْيَ بنِ
عُثْمَانَ عَظِيْم آبَادِي المَكِّيِّ، والشَّيْخِ عَبْدِ الوَكِيْلِ ابنِ
الشَّيْخِ عَبْدِ الحَقِّ الهَاشِمِيِّ، كِلاهُمَا: عَنْ وَالِدِ الأخِيْرِ أبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الحَقِّ
بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الهَاشِمِيِّ (1392)، عَنْ أحْمدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ
سَالمٍ البَغْدَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ،
عن الإمَامِ
مُحمَّدِ بنِ عَليِّ الشَّوْكانيِّ $، عنْ عَبْدِ القَادِرِ بنِ
أحمدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ الكَوْكَبَانيِّ (1135ـ1207)، المُحَدِّثِ مُحمَّد حَيَاةِ بنِ إبْرَاهِيْمَ
السِّنْدِي الأصُلِ، ثُمَّ المَدَني الحَنَفِي (1163)، أَخْبَرَنَا سَالِمُ
بن عَبْد الله بِنْ سَالِمُ البَصَرِيُّ[1]
، حَدَّثَنِي أبي العفيف عَبْدُ اللَّه بْنُ سَالِمٍ الْبَصْرِيُّ[2]
، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ البَابِلِيُّ[3]
، أَخْبَرَنَا سَالِمٌ السَّنْهُورِيُّ ، أَخْبَرَنَا النَّجْمُ الغَيْطِيُّ، عَنْ
زَكَرِيَّا بنِ مُحمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ زَكرِيَّا الأنْصَارِيِّ(926)، عَنِ
الحَافِظِ أحمدَ بنِ عَلي ابنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيِّ (شَارِحِ البُخَاريِّ)،
$ ، عَنْ
أبي حَفْصٍ المَرَاغِي، عَنِ الفَخْرِ ابنِ البُخَارِيِّ، عَنْ أبي عَليٍّ حَنْبَلِ
بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّصَافي، عَنْ أبي القَاسِمِ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحمَّدِ بنِ
عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الحُصَيْنِ الشَّيْبَاني، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ
التَّمِيْمِي، المَعْرُوفِ بابنِ المُذْهِبِ الوَاعِظِ، عَنْ أبي بَكْرٍ أحمَدَ بنِ
جَعْفَرَ بنِ حَمدَانَ القَطِيْعِي، عنْ أبي عَبْدِ الرَّحمَنِ عَبْدِ اللهِ بنِ
الإمَامِ أحمَدَ، عَنْ أبِيْه إمَامِ أهْلِ السُّنَّةِ والجَماعَةِ أحمَدَ بنِ
مُحمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ رَحِمهُ اللهُ قال: حَدَّثَنَا عَبدُ
الرَّحمَنِ بنُ مَهدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بنُ المُبَارَكِ، عَن يُونُسَ
بنِ يَزِيدٍ,، عَنِ الزٌّهرِيِّ أَنَّ نَبهَانَ حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ
حَدَّثَتهُ قَالَت : كُنتُ
عِندَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَيمُونَةُ فَأَقبَلَ ابنُ أُمِّ
مَكتُومٍ, حَتَّى دَخَلَ عَلَيهِ، وَذَلِكَ بَعدَ أَن أَمَرَنَا بِالحِجَابِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : احتَجِبَا مِنهُ. فَقُلنَا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيسَ أَعمَى لَا يُبصِرُنَا وَلَا يَعرِفُنَا؟ قَالَ:
أَفَعَميَاوَانِ أَنتُمَا، ألَستُمَا تُبصِرَانِهِ؟![4].
قال الحافظ بن
حجر رحمه الله عنه:
حديث أم سلمة
الحديث المشهور أفعمياوان إنما وهو حديث أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن
نبهان مولى أم سلمة عنها وإسناده قوي وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن
نبهان وليست بعلة قادحة فإن من يعرفه الزهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة ولم يجرحه
أحد لا ترد روايته[5].أ.هـ
قال الإمام
النووي في شرح مسلم: وَأَمَّا نَظَر
المَرأَة إِلَى وَجه الرَّجُل الأَجنَبِيّ فَإِن كَانَ بِشَهوَةٍ, فَحَرَام
بِالِاتِّفَاقِ، وَإِن كَانَ بِغَيرِ شَهوَة وَلَا مَخَافَة فِتنَة فَفِي جَوَازه
وَجهَانِ لِأَصحَابِنَا:
أَصَحّهمَا
تَحرِيمه لِقَولِهِ - تعالى -: \"وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارهنَّ\"
وَلِقَولِهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأُمِّ سَلَمَة وَأُمّ حَبِيبَة: (اِحتَجِبَا
عَنهُ) أَي عَن اِبن أُمّ مَكتُوم فَقَالَتَا: إِنَّهُ أَعمَى لَا يُبصِرنَا
فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: \"أَفَعَميَاوَانِ أَنتُمَا أَلَيسَ
تُبصِرَانِهِ\"؟.
وَهُوَ حَدِيث
حَسَن رَوَاهُ التِّرمِذِيّ وَغَيره وَقَالَ: هُوَ حَدِيث حَسَن، وَعَلَى هَذَا
أَجَابُوا عَن حَدِيث عَائِشَة بِجَوَابَينِ وَأَقوَاهُمَا:
أَنَّهُ لَيسَ
فِيهِ أَنَّهَا نَظَرَت إِلَى وُجُوههم وَأَبدَانهم، وَإِنَّمَا نَظَرَت لَعِبهم
وَحِرَابهم، وَلَا يَلزَم مِن ذَلِكَ تَعَمٌّد النَّظَر إِلَى البَدَن وَإِن وَقَعَ
النَّظَر بِلَا قَصد صَرَفَتهُ فِي الحَال.
وَالثَّانِي:
لَعَلَّ هَذَا كَانَ قَبل نُزُول الآيَة فِي تَحرِيم النَّظَر، وَأَنَّهَا كَانَت
صَغِيرَة قَبل بُلُوغهَا، فَلَم تَكُن مُكَلَّفَة عَلَى قَول مَن يَقُول: إِنَّ
لِلصَّغِيرِ المُرَاهِق النَّظَر وَاللَّهُ أَعلَمُ. ا. هـ.
وقال أيضا:
وَقَد اِحتَجَّ بِهِ بَعض النَّاس بِهَذَا عَلَى جَوَاز نَظَر المَرأَة إِلَى
الأَجنَبِيّ بِخِلَافِ نَظَره إِلَيهَا، وَهَذَا قَول ضَعِيف، بَل الصَّحِيح
الَّذِي عَلَيهِ جُمهُور العُلَمَاء وَأَكثَر الصَّحَابَة أَنَّهُ يَحرُم عَلَى
المَرأَة النَّظَر إِلَى الأَجنَبِيّ كَمَا يَحرُم عَلَيهِ النَّظَر إِلَيهَا
لِقَولِهِ - تعالى -: \" قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَارهم... \" \" وَ
قُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارهنَّ \".
وَلِأَنَّ
الفِتنَة مُشتَرَكَة وَكَمَا يَخَاف الِافتِتَان بِهَا تَخَاف الِافتِتَان بِهِ،
وَيَدُلّ عَلَيهِ مِن السٌّنَّة حَدِيث نَبهَان مَولَى أُمّ سَلَمَة عَن أُمّ
سَلَمَة أَنَّهَا كَانَت هِيَ وَمَيمُونَة عِند النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -
فَدَخَلَ اِبن أُمّ مَكتُوم فَقَالَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: \"
اِحتَجِبَا مِنهُ \" فَقَالَتَا: إِنَّهُ أَعمَى لَا يُبصِر فَقَالَ النَّبِيّ -
صلى الله عليه وسلم - \" أَفَعَميَاوَانِ أَنتُمَا فَلَيسَ تُبصِرَانِهِ؟ \"
وَهَذَا الحَدِيث حَدِيث حَسَن رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيّ وَغَيرهمَا
قَالَ التِّرمِذِيّ هُوَ حَدِيث حَسَن وَلَا يُلتَفَت إِلَى قَدَح مِن قَدَح فِيهِ
بِغَيرِ حُجَّة مُعتَمَدَة.
وَأَمَّا
حَدِيث فَاطِمَة بِنت قَيس مَعَ اِبن أُمّ مَكتُوم، فَلَيسَ فِيهِ إِذن لَهَا فِي
النَّظَر إِلَيهِ بَل فِيهِ أَنَّهَا تَأمَن عِنده مِن نَظَر غَيرهَا وَهِيَ
مَأمُورَة بِغَضِّ بَصَرهَا فَيُمكِنهَا الِاحتِرَاز عَن النَّظَر بِلَا مَشَقَّة
بِخِلَافِ مُكثهَا فِي بَيت أُمّ شَرِيك. ا. هـ.
[1]
هو
سالم بن عبد الله بن سالم بن محمد البدري، البصري، الشافعي، فقيه، محدث.توفي. بمكة
في 2 محرم سنة (1160 هـ). له "الإمداد في علو الإسناد". انظر: "هدية العارفين"
للبغدادي (1/ 382) "معجم المؤلفين" (1/ 749)
[2] مسند الحجاز ، خاتمة المحدثين ، الإمام عبد الله بن سالم بن محمد
البصري المكي ولد بمكة المكرمة
سنة 1049 هـ ، وتوفي بها سنة 1134 هـ ، له مؤلفات كثيرة نافعة ، له ترجمة في
:المختصر من كتاب نشر النور والزهر ص 290 ، النفس اليماني ص 68 ، نزهة الفكر 2 / 60
، فهرس الفهارس 1 / 193 ، تاريخ عجائب الآثار 1 / 132 ، التاج المكلل ص 494 ، فتح
العلام ج 3 ل 635
[3] قال الشوكاني في
"البدر الطالع" (2/ 208): محمد بن علاء الدين البابلي القاهري، الشافعي، أبو عبد
الله، الإمام الكبير مسند الدنيا، أخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة من جميع الطوائف
وكان ضريرا يملي دواوين الإسلام جميعا من حفظه، وطال عمره وجاور بالحرم مرتين،
وأراد سلطان الروم أشخاصه إليه فامتنع، ولعله جاوز المائة أو ناهزها. مات في عشر
الثمانين بعد الألف، وله مجموع ذكر فيه أسانيده ورواياته، وهو موجود بأيدي
المشتغلين هذا الشأن) ا
[4] أخرجه
الإمام أحمد (6/296)، و أبو داود (4112) من طريق: مُحَمَّدُ بنُ
العَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابنُ المُبَارَكِ به ¸والترمذي (2778) من طريق:
سُوَيدٌ ، حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ به، وصححه
فقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، والنسائي
في الكبرى (9197) من طريق: ابن وهب عن يونس بن يزيد به ، وقال: قال أبو عبد الرحمن:
ما نعلم أحداً روى عن نبهان غير الزهري ، وأبو يعلى (6922)، وفي إسناده نبهان مولى أم سلمة، قال فيه الحافظ: مقبول،
وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، ووثقه
ابن حزم.
[5]
انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الفتح
(9/337)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق